السلام عليكم
أظن إن مفيش حد فينا موصلوش ميل من الميلز اللي بتتكلم عن العالم فلان اللي أسلم لما إكتشف كذا، واللي أسلم لما شاف كذا و هكذا ......... تلاقي أول لما الواحد يجيله ميل من دول، جسمه يقشعر و يبقى هيموت و يبعت الميل ده لكل انسان عنده نت. مكدبش عليكم، أنا من فترة كنت بحس بنفس الإحساس ده، لكن مرة كدة تخيلت سيناريو مختلف شوية عن السيناريو اللي كلنا كنا بنحلم بيه وحنا بنبعت المايلز ديه.
قبل محكيلكم عن السيناريو اللي أنا بتكلم عنه، خلينا الأول نوضح شوية نقط أعتقد انها هتفرق معانا و هتخلينا نبص للموضوع بشكل مختلف شوية. طبعا أنا مش بقول انكم لازم تشوفوا الموضوع من وجهة نظري الشخصية، لكن أحب اني أعرض وجهة نظري ديه عليكم و مين عارف، يمكن أطلع صح، أو أطلع غلط.
أولا، لما تيجي تقنع حد بوجهة نظر معينة، لازم تكون صريح مع نفسك في حاجة، و لازم تسأل نفسك سؤال، هو إنت هدفك إيه من الحوار مع الشخص ده، هل كل اللي يهمك انك تطلع من الحوار فايز أو بمعنى أخر إن الطرف التاني يعترف بإن وجهة نظرك هي اللي سليمة؟ ........... ولا إنت على إد مايهمك إن الطرف التاني يقتنع انك صح، يهمك بردو إنه يكون مقتنع ليس عن جهل منه أو عن نقص في المعرفة. عشان تفهم قصدي من السؤال ده، تخيل انك انسان متعلم لكن في مجال تاني غير الطب، و جالك دكتور و قلك إن إنت عندك صداع عشان كذا كذا. طبعا إنت هتصدق. بس الدكتور قلك "هو إنت أي حد يقولك أي حاجة تصدقه!!!.....كذا كذا ده ملوش علاقة أساسا بالصداع، ال سبب فعلا في ال صداع ده هو كذا كذا". تروح إنت مصدق. بس تاني الدكتور قلك "برده مفيش فايدة فيك، هو إنت أي حد يقولك أي حاجة تصدقه!!!....." ............ و هكذا، أنا قصدي من الكلام ده هو إن لما اتنين يدخلوا في نقاش في موضوع معين، ممكن واحد فيهم يقنع التاني بسبب جهله بأبعاد معينة الطرف الأول هو اللي عارف خباياها. السؤال اللي أنا كنت بساله في الأول بقى هو "هل يرضيك إن الطرف التاني يقتنع بكلامك عن جهل منه؟"
ثانيا، لازم ناخد بالنا من إن الإثبات والحجة اللي احنا بنبني عليها وجهة نظرنا واللي بنقنع بيها الطرف التاني، سلاح ذو حدين، ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عشان لو في يوم من الأيام الحجة ديه والسبب ده طلعوا باطل، ساعتها الامانة والعقل والمنطق يستدعوا إن الطرفين يعيدوا حساباتهم من الأول لأن الأساس اللي هما بنوا عليه منطقهم إتهد. إذا، الموضوع مش بسيط زي ما احنا بنكون متخيلين و بالذات لما نكون بنتكلم في عمود أساسي من العواميد اللي حياتنا كلها قايمة عليه، الدين والعقيدة. خلاصة الكلام، الطريق رايح جي، لا هو رايح بس، ولا هو جي بس.
أخيرا بعد ما وضحت النقطتين دول، ممكن أحكيلكم عن السيناريو اللي تخيلته. تخيلوا معايا إن فيه شخص لا يعترف بوجود إله. الشخص ده احنا عايزين نقنعه بإن فيه إله واحد بس، اعذروني أنا هنا هعتمد في مثالي على خلفيتي عن الدين الإسلامي لأنه ديني اللي بفهم فيه. هنجيب أدلة و ظواهر علمية العلم توصل إليها مؤخرا و نقارنها بايات من القرآن و نثبت إن الكلام ده مذكور في القرأن من زمـــــــــــان. الشخص اللي قدامنا ده هيتوهم و مش هيكون مصدق نفسه ......... و يشهد الشهادتين، و يسلم.
عارفين المشكلة فين، لما في يوم من الأيام نفس العلم اللي إكتشف الظاهرة العلمية ديه يطلع يقول انها طلعت غلط لأسباب كذا و كذا ........... و إن الحقيقة العلمية السليمة هي كذا و كذا. ده بقى يوصلنا لفين؟؟؟؟ للنقطة التانية اللي اتكلمنا فيها فوق. يعني دلوقتي، إذا كنت إنت اكتفيت قبل كدة بالظاهرة العلمية كإثبات على وجود إله واحد، إذا فمن المنطقي انك تكتفي دلوقتي بالظاهرة الجديدة كإثبات على بطلان منطقك في وجود إله واحد. طب لو إنت أنكرت إن يكون ده إثبات كافي على بطلان منطقك، طب يبقى إنت ازاي رضيت قبل كدة إنه يكون إثبات على صحته؟!!!!! و ده يرجعنا للنقطة الاولى اللي اتكلمنا عنها في الأول، و في الحالة ديه، يبقى إنت فقدت مصداقيتك.
طيب يبقى خلاصة الكلام إيه بقى، ماينفعش تعتمد على ماده دنيوية زي العلوم و الاكتشافات العلمية كدليل على وجود الله و ما يشابهها من حقائق مرتبطة بالعقيدة، عشان العلم اللي أثبت لنا إن الكرة الأرضية كروية، ممكن بكرة يثبت لنا انها مربعة.
عامة، أنا بعد ما تخيلت الكلام ده كله، عملت سيرش على النت و لقيت حاجة بتتكلم عن الموضوع ده. كان فيه مقال مكتوب فيه إن الإمام الشعراوي كان دار حوار بينه و بين أخوه في الموضوع ده لما كان أخوه بيألف كتاب جمع فيه الظواهر العلمية اللي بيأكدها القرأن و في الحوار ده حذر الإمام الشعراوي أخوه من الموضوع ده عشان الدين أسمى من أن يؤكد بإستيعاب البشر لظواهر تفوق تخيلهم و استيعابهم و يكون الاعتراف بالدين مبني على عوامل متذبذبة.