السلام عليكم
من الحاجات إلي بشوفها بتحصل في وسائل المواصلات و بالذات المترو، إن واحد يروح مشغل أي حاجة فيها صوت على الموبايل و يعلي الصوت كأنه قاعد في بيتهم و ممدد على السرير. الموضوع ده بيعصبني جدا. و على فكرة، أنا ضد الموضوع ده مهما كان اللي هو مشغله، سواء كان أغاني بجميع انواعها أو كان قرأن. أصل الحكاية مش هو مشغل إيه، الفكرة إن ده مكان عام، بيجتمع فيه ناس عقليتها و طباعها و عقيدتها مختلفة، و عشان كدة ماينفعش كل واحد يجبر باقي الناس انها تسمع اللي هو بيحب يسمعه.
أنا عارف إن معظم الناس اللي هتقرا الكلام هتكون متفقة معايا على الكلام ده في حالة لو كان الشخص ده مشغل أغاني أو أي حاجة تانية مش على مزاجهم، لكن اللي هيعترض عليه بعض الناس هو لو كان مشغل قرأن.
أولا، محدش يفهم كلامي غلط أو يترجمه لنظرية مؤامرة أو فتنة، أنا الحمد لله مسلم و بعتز جدا بديني و مش مستني حد يعرفني إيه هو القرأن. لكن الموضوع بالنسبة لي مسألة مبدأ، و بعدين أنا فكرت كويس قبل موصل لرأييي ده.
ثانيا، تعالوا بقى نفكر مع بعض شوية في الموضوع ده. أنا شايف إن القرأن ده مش لعبة ولا هو كلام نسمعه عشان نتسلى، و ده طبعا مش كلامي أنا، ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم، إذا قرا القرأن فإستمعوا له وأنصتوا، صدق الله العظيم. و ده معناه إن لما الواحد يشغل القرأن لازم يكون على إستعداد و نية إنه يسمع وينصت، و ركزوا على ينصت ديه كويس. أما إن الواحد يشغل القرأن بس عشان يتسلى، أو إنه أحسن من بلاش، أو إنه أحسن من الأغاني، أو إنه يتمنظر أدام الناس .......... فده غلط. أنا مش عايز أقول حرام عشان أنا مش على العلم الكافي اني أفتي في حاجة زي كدة بس أعتقد إنه على الأقل مش صح.
اللذيذ بقى في الموضوع ده إن فيه ناس بتعمل كدة من منطلق إنه بيهدي الناس و بينضف ودانهم، على أساس إنه بيجبر اللي حواليه من ضعاف الإيمان انهم يسمعوا القرأن يمكن ربنا يهديهم ويكون هو سبب من أسباب ده. مع احترامي الكامل للهدف النبيل، لكن ده ماينفعش. إنت مش من حقك انك تجبر حد إنه يسمع القرأن، مش عشان القرأن فيه شيء غلط ولا حرام، لأ طبعا، بس عشان كل انسان ليه حرية شخصية، والإسلام دين حريات، إذا كان الإسلام معترف بالديانات السماوية الأخرى، و محرمش حد من حرية إختيار دينه و عقيدته، يبقى ازاي بس هيديك حق في انك تحرم الناس من حقها انها تختار اللي تسمعه و تفرض انتا عليها اللي على مزاجك. و بعدين لو انتا عايز فعلا تهدي الناس، فأنا بأكدلك إن الناس مش هتستجيب ليك بالشكل ده، بالعكس، طبيعة البشر كدة، الممنوع مرغوب والعكس، و لما الناس تحس أنها مجبرة تسمع، مش هتسمع و كل اللي هيفكروا فيه هو انك ازاي تعمل كدة و تجبرهم يسمعوا و هيكون احساسهم ناحيتك هو الغيظ و الغضب. و بعدين زي ماقلت قبل كدة، الناس اللي حواليك دول ناس مختلفة عن بعض و عنك، و أكيد فيه منهم اللي عنده أسباب تخليه مش عايز يسمع اللي انتا مشغله، ممكن يكون عشان العقيدة، ممكن يكون لأنه مش هيقدر يركز مع القرأن ......... و بغض النظر عن السبب، و سواء انتا متفق معاه أو لأ، ده حقه.
فيه بردو وسيلة منطقية تساعدنا إن احنا ندرس الموضوع ده. الوسيلة ده إن احنا نطبق مبدأ التعميم. طبعا مش قصدي إن احنا نلبس عمة، أنا قصدي إن احنا نتخيل مع بعض لو السلوك اللي احنا بنتكلم عنه ده إتعمم و بقى كل الناس ماشية و معلية صوت الموبايل على الأخر و كل واحد مديها على كيفه، هيحصل إيه ساعتها؟ كوكتيل جامد أوي من كل حاجة مش هتعرف تفسر منه أي حاجة و هيجيلك صداع مزمن.
و أخيرا، فيه إختراع إسمه سماعة. الإختراع ده بقاله فترة موجود و أثبت نسبة نجاح عالية والغريب بقى في الإختراع ده إنه بيخليك تسمع من غير ما الناس اللي حواليك يسمعوا معاك ................ سبحان الله!!!!
عشان كدة برجكوم، جربوا تستخدموا الإختراع ده لما تبقوا هتموتوا و تسمعوا حاجة في مكان عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق